Published November 4, 2021 | Version v1
Journal article Open

أثر تداخل الثقافات في تمظهر الفرق الدينية الإسلامية الخوا رج، المتكلمون الصوفية– نموذجا

  • 1. university el tarf: الطارف, الطارف, DZ

Description

تقوم الحضارات على تفاعل التراكم المعرفي والاجتماعي فيها، فليس من مهام الحضارة مراكمة التراث الوافد إليها لتنقله لمن يليها بلا مساهمة، فتحضرها يكمن في "التفاعل الحضاري"؛ بالاستفادة والانتقاء والتطوير بما يصطبغ بمفاهيمها الحضارية الخاصة بها، حيث تظهر لمستها وعصرها وهويتها في الاكتساب والإنتاج، بما يخدم مقاصدها من تعمير الأرض، وفق التحولات الكبرى للبنية الاجتماعية الحضارية، والتي تساهم فيها ثلاثة عوامل رئيسة؛ وهي:

1.        العنصر القومي.

2.        اتجاه تيار الثقافة.

3.        انتقال اللغة.

كان من أثر اختلاف السكان في الحضارة الإسلامية - وتباين أصولهم وأجناسهم ‏وامتزاجهم بالزواج والسكن، ودخول كثير من أفراد تلك الأمم الأجنبية في ‏الإسلام، ونمو الحضارة التي تتطلب الدراية الواسعة بشؤون الحياة من هندسة وطب وفلك ‏ونظم الحكم السياسية ولغة الأدب والعلم - كان أثر ذلك كله؛ أن انتشرت في الدول ثقافات ‏مختلفة لأمم متنوعة. ولكل ثقافة رجالها البارزون الذين يبذلون جهدهم لنشرها والترويج ‏لها.  ومن مظاهر التنافس التقاء هذه الثقافات جميعًا رويدًا رويدًا لكي تمتزج بالثقافة ‏العربية، وتكون من مجموعها ثقافةً كبرى ذات لون خاص صُبغت بالصبغة الإسلامية، وهو ما ‏يعرف "بالثقافة الإسلامية" أي ثقافة المسلمين.

 وهذه الثقافات تمظهرت دينيا في صور فرق وطوائف وآراء عقدية ومذاهب فقهية، خلقت تحيزا جغرافيا لبعض المذاهب والفرق، وتزاوجا بين مذاهب فقهية وأخرى عقدية، كما صحبها تمظهر للدين في أشكال من التدين العملي والفعالية الدينية الاجتماعية بمستويات متفاوتة.

الإشكالية الظاهرة هنا هي:

ما مدى ارتباط ثقافة الشعوب بتمظهر الدين عقديا وفقهيا؟

وأيهما الفاعل الرئيس: الدين أم الثقافة؟

تكمن أهمية البحث في بيان طبيعة حركة الأفكار والمعتقدات بالتجاور والمعاشرة، للتعقيب على رأيين متناقضين أحدهما يقرر الخصوصية المطلقة لجميع أطاريح الفرق الإسلامية، وآخر يتهم الكثير من الفرق الإسلامية بالتبعية المطلقة للعنصر الأجنبي والتأثير الخارجي.

بينما نقدم تفريقا بين أصول الدين الأصلية (النص)؛ وفهوم أتباع الدين وتطبيقاتهم التي تمثل التمظهر الديني للنص، وهنا تكون الفهوم البشرية خاضعة للتأثيرات  الذاتية والموضوعية والخارجية،  لخاصية التأثر والتأثير في طبائع البشر، وهو ما نفترضه في تأثر فرق إسلامية بآراء  عقدية  مجاورة.

نسعى في ثنايا البحث فرز الروابط القائمة بين التوزع الجغرافي الثقافي للمذاهب الفقهية والفرق العقدية الإسلامية، وعلاقتها بمحيطها الثقافي والموروث الحضاري‏، وأثر الامتزاج الثقافي في صبغة التدين الفردي والجماعي. وفق الخطة الآتية:

مقدمة.

أولا: التفاعل الحضاري.

1-       العامل التاريخي:

2-       العامل الجغرافي:

3-       العامل الاقتصادي:

ثانيا: الثقافات الحضارية التي تفاعلت مع الحضارة الإسلامية.

أ‌-        الحضارة اليونانية (750 ق م - 146 ق م) والرومانية(27 ق.م - 1453 م).

ب‌-      الحضارة الفارسية (224 م- ‏652م).

ثالثا: مظاهر الامتزاج الثقافي الاجتماعي الديني في حضارة المسلمين.

أ‌-        الخوارج:

ب‌-      الشيعة:

ت‌-      المتكلمون:

ث‌-      المتصوفة:

الخاتمة

يستبين مما نتائج البحث أن الامتزاج الحضاري الحاصل من تلاقي الشعوب والقبائل بالهجرات الكبرى والتعمير للمدن الجديدة يترتب عنه تلاقي الثقافات وتجاور الأديان ومخالطة المعتقدات لبعضها البعض، وهذا الطور من اجتماع الناس وتلاقي حاجاتهم؛ يتلوه طور الاحتكاك الفكري والثقافي، ومراحل التأثر والتأثير.

اتضح لكثير من الباحثين أن المعتقدات الدينية حركتها أفقية المسار الجغرافي، فكثير من المعتقدات والتقاليد انتقلت من أقاصي الشرق بالصين إلى أقاصي المغرب بشمال إفريقيا، وهو ما يظهر حتى في عقائد الإسلاميين من ظهور نظريات هندية وثنوية وغيرها في طوائف.

والظاهرة هاته؛ بشرية وطبيعية لمقتضى الطابع المدني للإنسان، وخاصية التأثر والتأثير، والقابلية لاكتساب الأفكار الوافدة لأي داع لها. فحركة " التفرق " في الأمة الإسلامية، تكشف الدافع النفسي والسلوكي، فنجد النفسية "الغالية"؛ مهيأة ابتداء لتقبل "الغلو".، وعكسها النفسية المتسيبة المترفة. فكانت القسوة مصاحبة للبداوة، والترف متركز في المدنية، فكان الخوارج أعراب البادية، والمرجئة مترفي المدن. وبتتبع نطاق انتشار التشيع جغرافيا، نجد مناطق الإمبراطورية الفارسية هي الأكثر احتضانا له من العراق لإيران لأفغانستان إلى اليمن.

كما نلتمس من أطاريح المتكلمين تفاعل الحضارة بعمقها الفلسفي الحامل لاعتراضات تاريخية لنحل وملل في قراءة النصوص، والمتكلمون الأوائل هم شخصيات تمظهر تدينها في جدل عقائدي، يعلي من النظر العقلي، ويبني معتقداته على هدم الاحتمالات والاعتراضات، ولا يكتفي بفهم وتعقل النص، بل يسوق المتشابه من الملل والنحل الأخرى، ليبني يقينه على هدم الشك. وهذه النفسية، تتمتع بترف العلم، وقوة التحصيل الحضاري، لذا تبرز طاقتها بالتوسع، وهو ما لم يكن أيام العرب المسلمين الأول، حين كانت البساطة والبيان في القراءة والفهم، وترك الشبه والاعتراضات.

لكن أهل الكلام كانوا أهل دراية بمقالات أهل النحل والملل، وتفاصيل مذاهبهم وأقوالهم، فأعملوا النظر فيها وفي عقائد المسلمين، فأسسوا لمنهج الجدل العقلي في العقائد.

تعرض التصوف لتحديات العناصر الأجنبية والغريبة، فتأثرت بها سلبا وإيجابا.  فقد كان ظهور التصوف رد فعل على انتشار علم الكلام في العقائد ومدرسة الرأي في الفقه، فانتشر البحث النظري، وقل العمل، وانشغل الناس بالجدل والمناظرات وأهملوا الأعمال والعبادات وإصلاح الأنفس، وكلها هذا كثرة في مدنية البصرة الجديدة.

الكلمات المفتاحية: علم الاجتماع الديني، الثقافة الدينية، التفاعل الحضاري، الامتزاج الثقافي، الفرق الإسلامية.

Files

أثر تداخل الثقافات في تمظهر الفرق الدينية الإسلامية.pdf