العملات الافتراضية ومستقبلها في الحياة الاقتصادية

شهد النظام النقدي العالمي تطورات جذرية في السنوات الأخيرة، من أبرزها ما يتعلق بظهور العملات الافتراضية الرقمية، والتي تعد عملة "البيتكوين Bitcoin" أكثرها انتشارا وتداولا، هذه الأخيرة هي عملة رقمية افتراضية غير مدعومة من أي جهة رسمية أو مؤسسة خاصة، تستخدم من خلال الأنترنت وتقوم على تقنية سلسلة الكتل Blockchain وتدار عن طريق برنامج ذاتي التشغيل Open source software الذي تستعمله الشركات والمؤسسات التي تقبل التعامل بها، كما لها عرض نقدي مستقبلي محدود يبلغ 21 مليون وحدة بتكوين، وتهدف وفق القائمين عليها إلى تغيير النظام المالي العالمي تغييرا جذريا مثلما غير الويب والذكاء الاصطناعي أساليب التواصل والنشر، كما تمتاز العملات الافتراضية بتكاليفها المنخفضة مع السرعة في تنفيذ العمليات العالية، حيث يستفاد من الخدمات المالية المرتبطة بها بسهولة ويسر من خلال منصات التداول المنتشرة عبر شبكة الإنترنت؛ ما دفع بعض المؤسسات في أنحاء العالم إلى قبولها كوسيلة للدفع، كما أن التعامل بهذه العملات قد يعرض حاملها إلى العديد من المخاطر المرتبطة بها كزيادة عمليات غسيل الأموال، تمويل الإرهاب، النصب والاحتيال المالي، وقد تصل إلى تهديد الاستقرار النقدي في الدول التي ينتشر استخدامها فيها.

وفي هذا السياق خلص هذا البحث إلى أنه يجب على السلطات المركزية أن تهتم بمثل هذه العملات وتصدر عملات افتراضية رسمية للبلد، وذلك لتقليص وتجنب المخاطر التي قد تترب عنها، كما نوصي بالاستفادة من التقنية الموجودة في هذه العملات كتقنية بلوك تشين لمسايرة التطور التكنولوجي، كما يجب الاهتمام بدارسة هذه العملات من هيئات علمية ذات وزن كبير كمجمعات الفقهية وغيرها.

الكلمات المفتاحية: عملات افتراضية، بيتكوين، سلسلة الكتل (Blockchain)، النظام المالي العالمي، المخاطر المالية، مستقبل العملات.